آخر المشاركات
الأحد، 14 مايو 2017

ما بالُها في التّيه...المهندس خليل الدّولة


قصيدةُ (ما بالُها في التّيه) منَ البحرِ السّريع:

مابالُها في التّيهِ ما بالُها --- في حالةٍ يُرثى لها حالُها


يا أمّةً أبكي عليها دَماً --- مِنْ أمّةٍ قد سادَ جُهّالُها


رخيصةٌ دِماءُ أبناءِها --- مَعروضَةٌ للنّهْبِ أموالُها


أُضْحوكةً قد أصْبَحَتْ للْورى -- مَنْسوبةً للْجَهلِ أفْعالُها


وغَرَضاً قد أصْبَحَتْ للْعِدى -- في أيِّ وقتٍ شاءَ يَغْتالُها


وا أسَفا على الّذي قد مَضى -- مِنْ أمرِها حيثُ الْعُلا فالُها


حيثُ الدّنا تخافُ مِنْ بأسِها -- يأتي إليها صاغِراً مالُها


والحَقُّ والْإنصافُ عُنوانُها -- ومَضْربُ الْأمثالِ أبْطالُها


ولمْ تَزلْ في رِفْعَةٍ تَرتَقي -- مَدارِجَ الْعلياءِ أجْيالُها


وكانَ بالدّينِ لها عِزّةٌ --- زَكَتْ بهِ في الْخَيرِ أعْمالُها


فَقَدّمَتْ حضارةً للدُّنا ---- قد عَزَّ في التّاريخِ أمْثالُها


ثمَّ انْطَفَتْ شُعْلَتُها واخْتَفَتْ -- وَدَخَلَتْ في التّيهِ أحْوالُها


مِنْ بَعْدِ ما قد أهْمَلَتْ دينَها -- وَثَقُلَتْ بالْوِزْرِ أحْمالُها


فذاقَتِ الْأهوالَ مِنْ بَعْدِهِ -- وليسَ كالْأهوالِ أهْوالُها


وأصْبَحَتْ كالصّيدِ في غابَةٍ --مِنْ لَحْمِهِ تَنْهَشُ أغْوالُها


ودَبَّ فيها الْوَهْنُ واسْتُحْكِمَتْ -- على الْقُلوبِ الْعُمْي أقْفالُها


فَما لها مِنْ يَقْظَةٍ تُرْتَجى --- ولنْ يُعيدَ الْكَرَّ إقْبالُها


حتّى تَجُدَّ في جِهادِ العِدى --- وتُحْسِنَ النِّزالَ أشْبالُها


فَيُنْجِزَ اللهُ لها وَعْدَهُ ---- فَتزْدَهي بالنّصرِ أنْسالُها


فالها : الفأل الحظّ خُفّفتِ الهمزة للضّرورة الشّعريّة


صاغراً : ذليلاً


الوِزر : الذَنْب


أغوال : وحوش


أنسال : جمعُ نسل وهو الولد والذّريّة


المهندس خليل الدّولة


 13/5/2017
  • تعليقات بلوجر
  • تعليقات الفيس بوك

0 التعليقات :

Item Reviewed: ما بالُها في التّيه...المهندس خليل الدّولة Rating: 5 Reviewed By: نهر البلاغة للثقافة والاعلام